تُوج
ليونيل ميسي نجم نجوم برشلونة "الإسباني" وفيثنتي دل بوسكي المدير الفني
لمنتخب "إسبانيا" كأفضل لاعب وأفضل مدرب في العالم في 2012 على الترتيب.
كما أعلن الاتحاد الدولي
لكرة القدم عن التشكيلة المثالية للعام الفائت والتي شهدت تواجد 11 لاعباً
من أصل 11 لاعباً من نفس الدوري، الدوري "الإسباني" !
علاوة
على ذلك، فإن المترشحين الثلاثة لجائزة أفضل لاعب في العالم كانوا أيضاً
من نفس الدوري، "الليجا"، وكذلك المدربين الثلاثة، فأحدهما مدرب ريال مدريد
"الإسباني" الحالي، والآخر "الإسباني" بيب جوارديولا مدرب برشلونة
"الإسباني" السابق، أما الثالث فهو "الإسباني" دل بوسكي مدرب المنتخب
"الإسباني" !.
ما هذا يا سادة؟! .. هل كان
نشاط كرة القدم متوقفاً في البلدان الأخرى؟ .. أم أن فوز المنتخب الإسباني
بلقب كأس الأمم الأوروبية يُحتّم أن يكون أفضل اللاعبين وأفضل المدربين
وأفضل تشكيلة بالكامل من جانب الكرة الإسبانية؟! ..
أعتقد أن التصويت قد ظلم
العديد والعديد من الأسماء على مستوى المدربين واللاعبين على حدٍ سواء،
فتواجُد بيب جوارديولا من الأساس ضمن قائمة أفضل ثلاثة مدربين في العالم في
2012 على حساب أسماء أخرى مثل دييجو سيميوني، أنتونيو كونتي ويورجن كلوب
كفيل بأن يدعو الفيفا لإعادة النظر في وضع آليات محددة في التصويت تضمن
الخروج بنتائج عادلة ومنطقية !.
كذلك تواجد جيرارد بيكي
مدافع برشلونة وتشابي ألونسو نجم ريال مدريد على حساب كلٍ من هوملس قلب
دفاع بوروسيا دورتموند الألماني وأندريا بيرلو نجم نجوم يوفنتوس الإيطالي
شئ لا يُعقل أبداً، فالأول هبط مستواه بشكل ملحوظ جداً، ولم يعد بيكي، صمام
الأمان في الخط الخلفي للبلاوجرانا، في حين قدم هوملس عاماً ممتازاً مع
بطل البوندسليجا وكأس ألمانيا، وبطل مجموعة الموت هذا الموسم في دوري
الأبطال، علاوة على بلوغ نصف نهائي اليورو مع منتخب بلاده.
كذلك لاعب مثل أندريا بيرلو كان يستحق مركز أفضل بكثير من "السابع" في قائمة أفضل 10 لاعبين
في
العالم في 2012، ولكن حتى مع وجوده في هذه المرتبة، وخُلو تلك القائمة من
اسم تشابي ألونسو، فكيف يكون بيرلو خارج التشكيلة المثالية للعام الفائت؟!
.. فوجود تشافي وإنييستا منطقي لأن الأول احتل المركز "الرابع" والرسام جاء
"ثالثاً"، وكذلك تواجُد فالكاو على حساب إبرا، دروجبا وفان بيرسي منطقي
على مستوى التصويت، لأن إل تيجري جاء في مركز متقدم عنهم جميعاً، حيث حل
النجم الكولومي خامساً، بينما جاء إبرا عاشراً، دروجبا ثامناً وفان بيرسي
تاسعاً. هل على بيرلو أن يدفع ثمن أنه يلعب في الدوري الإيطالي؟ هل أصبح
ذلك ذنباً في كرة القدم أن تلعب خارج الدوري الإسباني ؟! .. هل بات اللعب
في الليجا الإسبانية شرطاً لوجودك ضمن تشكيلة العام المثالية؟! ..
أما على مستوى باقي
الاختيارات في التشكيلة، فبعضها جاء منطقياً وبديهياً مثل تواجد: ميسي،
كريستيانو وإنييستا، والآخر مقبول مثل تواجد البقية وإن كان البعض يرى أن
بوفون كان أفضل من كاسياس، وإبرا يستحق أن يكون موجوداً على حساب فالكاو !.
أما بالنسبة لفوز ميسي ودل
بوسكي بجائزتي أفضل لاعب وأفضل مدرب على الترتيب، فأعتقد أنه لا يمكن أن
نقول أنهما لا يستحقان هذا التتويج، ولكن إذا كان تتويجهما هو إنصاف لهما،
فهو في نفس الوقت ظلم للبقية، لأنه بالفعل يستحق إنييستا وكريستيانو،
وبيرلو أيضاً في رأيي على الأقل من خارج هذا الثلاثي أن يُتوج كأفضل لاعب
في العام الماضي، ولكن في النهاية، لابد من اختيار اسم واحد.
جوزيه مورينيو المدير الفني
لريال مدريد كان يستحق أيضاً التتويج بلقب أفضل مدرب، ولكن علمه بأن
الجائزة سوف تذهب لدل بوسكي لا أراه مبرراً أبداً لانسحابه من الحفل وعدم
الحضور.
أعتقد أن ما فعله مورينيو هو
عمل بعيد كل البعد عن الروح الرياضية، فإننا في كرة القدم لابد أن نتقبل
حقيقة أن المنافسة بين اللاعبين والمدربين لابد أن تُسفر عن فائز ومهزوم،
وينبغي علينا دائماً أن نُبارك للرابح ونتمنى حظاً سعيداً في المرة القادمة
للمنهزم، ولابد أن يُصفق الخاسر للفائز كما فعل كريستيانو رونالدو نجم
ريال مدريد في حفل زيورخ اليوم.
أعتقد أن كريستيانو رونالدو
قد قدم النموذج للاعب كرة القدم المحترف، المُتحلي بالروح الرياضية، فعلى
الرغم من التسريبات بأن الأمر قد حُسم وبات ميسي بالفعل هو أفضل لاعب في
العالم، وهو أمر يُغضب كريستيانو بالتأكيد فهو الأحق من ميسي، من وجهة نظره
ومن وجهة نظر الكثيرين، في التتويج باللقب عن العام الفائت لحصوله مع
فريقه على بطولة كبيرة، لقب الدوري الإسباني بعد تقديم موسم رائع، بالإضافة
إلى بلوغ نصف نهائي اليورو مع المنتخب البرتغالي قبل الإقصاء بركلات
الترجيح على يد حامل اللقب، إلا أنه كان حاضراً وقام بالتصفيق لميسي بعد
إعلان فوزه بالجائزة، وعلاوة على ذلك، صافح ميسي قبل انطلاق الحفل في لقطة
رائعة جداً للّاعبيْن الأفضل على مستوى العالم. أعتقد أن كريستيانو رونالدو
قد لقن مورينيو درساً في الروح الرياضية وتقبُّل الهزيمة حتى لو كانت
مُرة.