عبد العالي خلاد
الاتحاد الاشتراكي : 02 - 09 - 2010
أياما فقط بعد قضية النجار المنحدر من ايت داوود والذي توفي ابنه كبير عبد القادر البالغ من العمر 26 سنة بالمستشفى الإقليمي بعد أن قضى عدة أيام يعاني في انتظار الجراحة إلى أن ساءت حالته ومات ثلاثة أيام بعد ذلك متأثرا بالتهابات على مستوى الجهاز الهضمي، أياما كذلك بعد حالة الطفل محمد المنحدر من جماعة زاوية بن احميدة البالغ من العمر 12 سنة والذي أصيب بالمينانجيت ولم يتلق العلاجات الضرورية إلى أن أصيب بحالة غيبوبة عميقة منذ وصوله إلى المستشفى الجامعي بمراكش، تتفجر فضيحة جديدة مرتبطة مرة أخرى بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله. سيدة من مواليد 1969 ، من جماعة ايت داوود وأم لخمسة أطفال، زارت قسم الولادة يوم 21 غشت 2010 بتوجيه من طبيبها المعالج الذي اكتشف فقدانها للمياه التي تشكل المحيط الحيوي للجنين مما يستدعي التعجيل بالولادة.
للأسف، يروي احد أصدقاء العائلة وقاطن بمنطقة داوود، ظلت السيدة تنتظر لعدة أيام بدون أن تتلقى التدخل الطبي المطلوب بحجة أن تقلصات المخاض لم تبدأ بعد. اثر ذلك طلبت من زوجها أن يصطحبها إلى بيتها مادام مقامها بالمستشفى بدون فائدة. خرجت السيدة من قسم الولادة ضدا على الرأي الطبي، حسب مدير المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله، وعادت من حيث أتت بجماعة ايت داوود على مسافة 60 كيلومتر من مدينة الصويرة في دوارها المنقطع عن وسائل النقل. عادت المسكينة تنوء بحملها وفقرها وإحباطها وأوجاعها ،لكن بعد ذلك بيومين فقط، اشتد عليها الم المخاض من جديد،وفي ظل انعدام وسيلة النقل، وما نعرفه من مشاكل الطرقات وسيارات الإسعاف بالعالم القروي،اضطرت السيدة إلى الانتقال إلى المركز الصحي لايت داوود على متن الحمار. لتكتشف بان الجنين قد مات في بطنها، وتموت دقائق فقط بعد ولادتها إلى المركز الصحي اثر إصابتها بنزيف حاد.
في إقليم الصويرة لا زالت النساء فوق ظهور الحمير لان الدواوير مشتتة بدون أي تنظيم أو تخطيط، لان الطرق غير معبدة ولا تصلح إلا للدواب ولان سيارات الإسعاف غير متوفرة،أو تستعمل لأغراض غير التي سخرت لها،وفي إقليم الصويرة تموت النساء الحوامل على الطرقات لان المراكز الصحية بعيدة وغير مجهزة كفاية ، والمستشفى الإقليمي ابعد ومصلحة النساء والولادة لازالت لم تخضع لعملية التطهير والتأهيل التي يطالب بها جميع سكان الصويرة منذ سنوات.
في مغرب المخططات الإستراتيجية تموت الحوامل والمواليد على الطرقات وأمام أبواب المستوصفات لان مستشفياتنا تعيث فيها الفوضى واللامسؤولية. فلماذا تم السماح للمرأة بالخروج من قسم الولادة بحجة أن تاريخ الولادة لم يصل بعد؟ هل خضعت للفحوصات الكافية لتحديد حالة الجنين ووضعه؟ وهل مات الجنين بعد خروج المرأة أم كان ميتا قبل ذلك؟ لماذا لم تؤخذ بعين الاعتبار ظروفها الاجتماعية أو الصحية من طرف طاقم مصلحة الولادة التي ارتبطت بالكثير من الفظائع ؟ ومن سيتحمل وزر وفاة سيدة وطفلها، وتيتيم ستة أطفال؟
فهل يتعلق الأمر بقضية إهمال جديدة؟
عمدت الوزارة إلى تغيير المسؤول الأول على القطاع بالإقليم منذ شهرين،وبالتالي فالمندوب الجديد مطالب بالوقوف على الاختلالات والظواهر الخطيرة التي تنخر مجموعة من الأقسام والتخصصات بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله ومجموعة من المراكز الصحية بالإقليم والتي تطرقنا لها أكثر من مرة على جريدة الاتحاد الاشتراكي. لكن لازالت تتفشى الرشوة واللامسؤولية وسوء معاملة المرضى واستغلال إمكانيات الدولة وتحويل مستشفياتها وأقسامها إلى مصحات خاصة. ولازالت الضحايا تسقط تباعا، فيما يزداد الأطباء والممرضون المرتشون غنى، تتقوى شوكتهم وشبكاتهم يوما عن يوم فيتجبرون في ظل اللاعقاب وانعدام الرقابة، ويتسابقون إلى الصفوف الأمامية للمساجد في شهر رمضان!! فما رأي ياسمينة بادو؟
المصدر الاتحاد الاشتراكي
aitdaoud1
- قبل السؤال و الطلب استخدم خاصية البحث في الموقع من هنا. - اجتنب الكتابة بلغة غير مفهومة، إذا أردت الكتابة باللغة العربية من هنا. - مشاركة واحدة مفيدة خير من 100 رد بلا معنى. - إن أفدت عضوا ، لعله غدا هو من يفيدك - لا تنس الصلاة في وقتها المفروضة |