aitdaoud1 ( المدير العام )
عدد المساهمات : 2523 تاريخ التسجيل : 18/05/2010
| موضوع: بوزبال تعبير شبابي عن واقع المغاربة 2013 الأحد فبراير 17, 2013 12:52 pm | |
|
نظرة خاطفة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيسبوك واليوتوب كفيلة بأن تصف شهرة شخصية كرتونية لاقت اهتمام الملايين من المغاربة على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية. ولا غرابة في اقتحام هذه "الشخصية الظاهرة" لكل المجالس بتصريحاتها ومواقفها الساخرة.
بروبليم اعشيري.. الهضرة متشري خضرة.. الهيش ميش.. وغيرها من العبارات التي باتت أشهر من نار على علم لمبدعها الشهير "بوزبال" عند المغاربة أو"اساحبي" عند المصريين، وعلى اختلاف التسميات فالظاهرة لاقت الإعجاب والترحاب.
بوزبال شخصية كرتونية جذبت اهتمام ومتابعة الملايين، وظهرت في بداياتها بالولايات المتحدة الأمريكية في إطار ما يعرف بـ"الترولز"، بهدف السخرية من المجتمع ومن القضايا التي تهم الشباب. لكن سرعان ما انتقلت العدوى إلى العالم العربي لتبدأ في مصر مع "اساحبي" ثم في المغرب مع شخصية "بوزبال".
بوزبال حسب ما تواتر على اليوتوب والفيسبوك هو ذلك الشاب المغربي العاطل الذي يعاني من مجتمع ينبذه ولا يفهم أحلامه وتطلعاته التي يعكسها في سلوكيات غريبة، منحرفة سلبية وساخطة أحيانا.. فتراه يسخر من الأسرة والمدرسة والأصدقاء وكل ما يصادفه في الحياة اليومية. وما أن تتم إثارة قضية في الدين أو في السياسة أو الرياضة حتى ينهال بوزبال بتعاليق وانتقادات لا تخلو من سخرية حينا ومن الغرابة حينا آخر.
وتعود أسباب جاذبية ونجاح الشخصية إلى كونها اهتمت بأدق تفاصيل المجتمع المغربي، ولمست اهتمامات شبابه وتطرقت لقضاياه، وقد ساهمت بحسب المتتبعين في تعرية واقع اجتماعي حافل بمشاكل اقتصادية ونفسية وسياسية عديدة غالبا ما تدفع بالشباب للانحراف وإلى تبني سلوك سلبي داخل المجتمع.
متنفس جديد
سألنا الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن الظاهرة فترواحت إجاباتهم بين المؤيد والمعارض وغير المهتم. ويقول حمزة الأندلسي شاب في العشرينات من عمره أن ظاهرة "بوزبال" ظاهرة صحية كشفت النقاب عن واقع شريحة واسعة من المغاربة -شبابا كانوا أو من باقي الفئات العمرية- ونقلت للمجتمع طريقة تعاطي الكثيرين مع ما يعانونه من مشاكل في الحياة اليومية من بطالة وفقر وتهميش، في قالب ساخر.
ذات الرأي يشاطره الطالب الصحفي ياسر العمراني الذي يقر بأن المفيد في"بوزبال" كطبع هو تناوله للأحداث الجارية بشيء من السخرية في سبيل تقريبها ونقلها للكثير من الفئات عل اختلاف مستوياتهم، فما يحدث في السياسة مثلا لا يروق للبعض ولا يجذب اهتمام البعض الآخر، ومن شأن ظواهر مماثلة أن تعيد جماهير قاطعت مجالات عدة إما لسوء التعاطي أو لضعف المعالجة.
نفس الموقف يتبناه حمزة الترباوي الذي اعتبر الظاهرة بمثابة المتنفس الجديد لرواد الأنترنت سواء بالنسبة لمن يتابعون ويهتمون بها، أو بالنسبة لمن ينتجون شرائط وقصص عن الشخصية، فمن وجهة نظره هي "مستجد صحي وبامتياز لا من الناحية النفسية ولا من الناحية الاجتماعية وحتى الثقافية".
الرأي ذاته كان لزينب التي أشادت بالفكرة التي تلعب دورا في التنفيس عن الشباب من خلال قالب خفيف مباشر دون تعقيدات في الشكل والمضمون.
لكن هناك من لا يستسيغ الفكرة في الشكل والمضمون، وتقول إيمان في هذا الإطار إن الظاهرة تكرس الأفكار السلبية في المجتمع كما أنها تجسيد لصورة الشباب الغير النافع العاطل الذي لا يقتصر جهدا في انتقاد كل من حوله دون بذل أدنى جهد لتغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي.
نفس الفكرة يطرحها أمين معتبرا أن الشخصيات والظواهر الشبيهة ببوزبال لا تفيد في شيء إلا في الإسهام في انتشار بعض السلوكيات الغريبة إن لم نقل المنحرفة خاصة في الأوساط الشابة المراهقة التي يسهل التأثير على أفكارها ومواقفها.
لمياء كذلك لا ترى في الفكرة بشكلها العام جديدا يذكر، إذ تقر بأن الشهرة والإقبال اللذان تعرفهما مواقع التواصل الاجتماعي هما من ساهما في انتشار الظاهرة وليس ما تعرضه من أفكار لا تمت للسخرية بصلة حسب تعبير لمياء.
بوزبال بأبعاد مختلفة
ويتجه الكثير من علماء الاجتماع إلى اعتبار ظاهرة "بوزبال" ظاهرة صحية ينظر لها من ثلاث زوايا مختلفة.
أولا من الناحية الاجتماعية لأنها تعبر عن هموم طبقة مهمشة ومعزولة في المجتمع، تحس في الغالب أنها غير ممثلة في وسائل الإعلام وغير معترف بها، وكنتيجة لذلك تتعامل مع غيرها من الطبقات التي تفوقها في المستوى الاقتصادي والاجتماعي على أنها العدو المنافس الذي يهيمن على ثروات البلاد.
أما نفسيا فتساهم "الترولز" في عملية التنفيس على فئة بذاتها، عن همومها وتطلعاتها ومواقفها، ويتجلى ذلك في التعليقات الساخرة على صور المشاهير ورجال السياسة والأحداث الجديدة والأمثال المغربية وغيرها.
وثقافيا تجسد الظاهرة مخزونا انتروبولوجيا إلكترونيا انضاف إلى التراث الفني والعلمي والتاريخي، وهو بمثابة أرشيف للأجيال من شأنه أن يؤرخ لحقبة زمنية من تاريخ الأنترنت في مكان محدد.
كما أن "الترولز" قد تحل محل الأفلام في صالات السينما التي لا تعرف الاقبال المنشود الذي يرغبه المنتجون السينمائيون.
مبدع الفكرة
كان للشاب محمد نصيب الفضل في انتشار الفكرة على الأنترنت وخصوصا على موقع اليوتوب، فهو من أطلق فكرة شرائط بوزبال القصيرة والتي اختار لها في كل مرة جزءا من حياة ملهم الملايين. فتارة تجده يحكي عن ميلاده وصرخته الفريدة دونا عن باقي الأطفال، وتارة يروي مغامراته في الحياة مع الأصدقاء في الحي أو في المدرسة، وحينا آخر يصنع مقالب في الآخرين.
وفي تصريحاته أوضح نصيب أن الظاهرة رمز للشباب المغربي الغير النافع، إذ أقر بأن انتاجاته كمبدع تتجلى في كل ما هو فكرة ومعلومة يمكن إيصالها عبر آليات السمعي البصري، للدفع بعجلة التغيير وتطوير الذات.
وقد ابتكرت هذه الشخصية بهذه الطريقة –يضيف نصيب- بعدما ارتأيت أن أحمل رسالة مفادها أن التغيير لابد أمر حتمي إلا إذا توفر الوعي بالمعاناة والمشاكل التي نعيشها، ولذلك يجب أن ننظر إلى داخلنا نظرة جادة وصادقة عبر شخصية تلامس ما يصادفه المواطن المغربي في حياته اليومية.. إن شخصية بوزبال بالرغم من كونها كرتونية وخيالية لكنها تعكس قدرا مهما من بعض تصرفات الأشخاص غير النافعين.
aitdaoud1
- قبل السؤال و الطلب استخدم خاصية البحث في الموقع من هنا. - اجتنب الكتابة بلغة غير مفهومة، إذا أردت الكتابة باللغة العربية من هنا. - مشاركة واحدة مفيدة خير من 100 رد بلا معنى. - إن أفدت عضوا ، لعله غدا هو من يفيدك - لا تنس الصلاة في وقتها المفروضة |
|
|