انتهى تشافي فانتهى البارسا.. ولا بديل للأسف
برشلونة الذي لا يقهر، والذي تغنى به كل كتاب الرياضة في كرة القدم وحتى
الشعراء، أصبح مهزوزا ومهزوما في المباراة تلو الأخرى. بداية من ميلان ثم
من الغريم التقليدي والأزلي ريال مدريد وعلى دفعتين
مشهد لم نكن نتوقعه أبدا حتى أكبر المتشائمين من عشاق الفريق الكتلوني، ولماذا؟ السر هو تشافي هيرنانديز.
نعم قد يختلف معي الكثيرين، لكنها وجهة نظري التي أؤمن بها، بأن برشلونة
قوي بقوة ذلك اللاعب وضعيف عندما يضعف. تشافي يملك رؤية لا يملكها أي لاعب
في البارسا ولا حتى إسبانيا كلها. وبما أننا نتحدث عن الليغا، فلنضع
أندريا بيرلو مع يوفنتوس جانبا، وريان غيغز مع مانشستر يونايتد أيضا.
في مباريات كثيرة شهدناها للبارسا، يمكن للاعب بهذه المواصفات أن ينهي
مباراة مقيتة يحاول فيها الفريق الخروج بنتيجة إيجابية. تمريرة سحرية لميسي
أو أنييستا أو أي لاعب في المقدمة تنهي مباراة عجز آخرون فيها. فماذا يحصل
إذا غاب تشافي جسديا أو روحانيا؟ خسارة لا محال، وكأنه عماد الفريق فإذا
سقط، سقط كل شيء وأي شيء حتى الأحلام.
إذن ما الحل؟ ومن هو البديل؟ بصراحة أقولها: لا أحد..! لأن مدرسة
“لاماسيا” لم تصنع لاعبا بعد مثل تشافي، على الأقل ما نراه أمامنا وليس في
خزائن الفريق السرية. برشلونة – برأيي الخاص – لن يصل بعيدا في دوري
الأبطال ولن يكون المنافس القوي الذي لا يقهر كما عودنا في السنوات
السابقة، في الموسم القادم أو الذي يليه، وأمسى فريقا عاديا يمكن أن يقهر.
قد يؤمن البعض أن ميسي الخارق يمكن أن يفعل المستحيل، وأنا أقول أن هناك
لاعبا واحدا فقط يمكن أن يفعل ذلك، لكنه كان متفرجا في آخر مباراة
الكلاسيكو الأخيرة، إنه مارادونا وفقط مارادونا.
لن ندخل في جدال حول نجومية ميسي، فهو نجم كبير وفلتة زمانه، ولا حتى
نجومية أنييستا الذي يستطيع مراوغة لاعبي خصمه كلهم حتى الحكم والجماهير،
لكن ماذا قدم النجمين أمام ميلان والريال؟ ولن نكون بتلك القسوة على
النجمين، لكن الأيام ستثبت أنهما بلا حيلة عندما تغيب البوصلة عنهما،
البوصلة التي توجه أمة كاملة لا عشرة لاعبين ينتظرون إشارة.
البعض يستشهد بأن برشلونة قدم الكثير في الموسم الماضي مع هبوط مستوى
تشافي، وأنا أقول بأنها كانت البداية، وبداية السقوط المتوقع أو على الأقل
السقوط الذي تمناه الحاقدون عليه.
شكرا تشافي على كل ما قدمه للبارسا ولمنتخب إسبانيا، ولنبحث عن بديل أو قد نلجأ لاستنساخه إذا أجاز الدين والعلم بذلك.