تحية إليك أيتها الأرض الطيبة
تحية وألف تحية لحضنك الدافئ، سلام للشمس التي تشرق على جبينك، وللقمر الذي ينير ليلك الساكن، سلام لشجرك ، ولأرضك، سلام لشبابك وأطفالك وكهولك.
تلك هي أرضي وموطني ضيعتي ومدينتي في حضنها كبرت وعلى محبة أبناءها ترعرعت، هي في ذاتي خالدة ترابها مقدسة، أناسها طيبون لا يعرفون الحقد أو الكراهية، في الصباح تجدها كعروس استفاقت من نوم هادئ وليل ساكن، هادئة تراها أيضاً في الليل، فإن طلبت الراحة بعد عناء طويل في العمل تجد ذراعيها تحضنك .
أبناؤها من رجال وشباب يكدون ويتعبون، نساؤها ربات منازل والبعض الآخر اخترن العمل خارج المنزل. وشبانها معظمهم متعلمون وقد وصلوا لدرجات عليا دخلوا الجامعات يعيش فيها أبناؤها حياة مستقرة مفعمة بالأمل والمحبة وكل من يزورها تثير إعجابه وشغفه بزيارتها مرة أخرى او حتى بالسكن فيها.
لا زالت قريتي و مدينتي “ايت داوود” على ما هي عليه من قبل أعني بذلك طيبة أبنائها وبساطتهم وبساطة التعامل مع بعضهم البعض بمحبة واحترام متبادل والجميل فيها إنك لا تجد من يفتعل المشاكل أو المشاجرات لأن الطفل فيها صديق الكهل، وكل عائلة فيها تعيش في جوها المناسب الذي اختاره أبنائها حسب مبادئهم واعتقاداتهم وانتماأتهم الحزبية، تراهم يتبادلون الزيارات والواجبات خاصة في المناسبات في السراء والضراء تراهم يدا واحدة متكاتفين فكل من يطلب المساعدة يجد من يلبي استغاثته إن كانت مساعدة صحية أو مادية أو حتى معنوية، يقيمون النشاطات الثقافية والدينية والترفيهية والاحتفالات والمناسبات على أنواعها.
في طبيعتها تجد مكاناً لك لتشعر بالراحة، إلا أنها تتميز بأشجارها وأزهارها التي تسحر العقول والقلوب، ..
وكما ان هنالك البعض من رجالها وشبابها يعملون خارجها أو يسافرون الى بلاد الاغتراب فتراهم يلجأوون اليها بلهفة في فصل الصيف يرمون همومهم ومشاكلهم في أحضانها، ويستمدون منها الراحة والطمأنينة والسكينة.
تلك هي قريتي ومدينتي التي أجد فيها الأمن والأمان والمحبة فكلما ابتعدت عنها في رحلة ما او عمل ما أعود متلهف اليها مشتاق كعاشق مكسور
ابن المنطقة:مصطفى ايت اوفقير