لمحة سوسيولسانية عن تاشلحيت
كما هو معلوم تنتشر اللغة الإمازيغية على رقعة جغرافية شاسعة تمتد من سيوا في مصر شرقاً حتى جزر الكناري غربا، إلى موريطانيا، مالي والنيجر جنوباً، وهي توجد على شكل تنوعات لغوية تشترك في البنيات الصوتية والصرفية والتركيبية والمعجمية مما يسمح لنا بإستعمال مصطلح اللغة الأمازيغية.
في المغرب هناك ثلاث تنوعات: تاريفيت في الشمال، تامازيغت في الوسط وتاشلحيت في الجنوب.
سنخصص هذه الدروس لتاشلحيت : علما أن ماسنقول عنها ينطبق على التنوعين الآخرين مع بعض الإختلافات على المستويين الصوتي والمعجمي.
تستعمل تاشلحيت في رقعة جغرافية يحدها محور دمنات - الصويرة شمالاً. والمحيط الأطلسي غرباً ومحور ورزازات - تگونت شرقاً ومحور سلسلة باني - واد نون جنوباً، يمكن كذلك أن نحدد هذه الرقعة في الأطلس الكبير الغربي والأطلس الصغير وسهل سوس حتى واد نون جنوباً، ومن أهم المراكز الحضرية التي تنتمي لهذه الرقعة نجد مراكش، وورزازات، الصويرة، أگادير، تارودانت وتزنيت، ويجب أن نذكر بأنها موجودة كذلك في أغلب المدن المغربية نتيجة هجرة أبناء الجنوب، حيث تشكل مدن الدار البيضاء والرباط خصوصاً مركزين يشكل الناطقون بتاشلحيت نسبة مهمة من ساكنتها. دون أن ننسى كذلك وجود نسبة مهمة من الناطقين بها في أوروبا خصوصاً فرنسا. وتتميز تاشلحيت بتجانس كبير على إمتداد رقعة تداولها حيث أنه رغم بقاءها شفوية وعدم تنميطها فإنه نجد تفاهما تاماً بين مختلف الناطقين بها. ويمكن أن نشير إلى أن الإختلافات التي يمكن رصدها تنحصر في بعض التغيرات الصوتية الطفيفة وفي بعض الاختلافات المعجمية البسيطة والطبيعية بالنسبة لأية لغة. وقد ساهم المغنون والمنتجون (الروايس) عبر رقعة تداولها في التقليل من تأثير هذه الإختلافات كما كان للبرامج الإذاعية والأشرطة الصوتية وحاليا أشرطة الفيديو و vcd دور كبير في جعل تاشلحيت تنوعاً لغوياً يتميز بتجانس كبير.
وفيما يخص الكتابة بتاشلحيت. فيمكن أن نشير إلى أنها قديمة وقد كتبت بها بالخصوص مؤلفات دينية في الفقه ومنظومات في اللغة. وتوجد مخطوطات كثيرة منتشرة في مختلف المتاحف بأوروبا وعند الخواص مكتوبة بتاشلحيت ونذكر على سبيل المثال مخطوطي الحوض وبحر الدموع في الفقه والتصوف لمحند ؤ علي أوزال.
ومع تنامي الوعي بالذات الأمازيغية، عرفت الكتابة قفزة نوعية حيث استشعر المثقفون الأمازيغيون ضرورة الإنتقال باللغة من الشفوي إلى المكتوب. وهكذا انتقلت اللغة من انتاج أدب شفوي تقليدي (حكايات، أمثال، أحاجي...) إلى إنتاج أدب حديث (شعر، رواية، مسرح، مجموعات قصصية، كتب تدريس اللغة...) وعرفت نهاية الستينات وبداية السبعينات ظهور أول الإصدارات الأمازيغية بتاشلحيت (دواوين محمد مستاوي).
للمزيد من مواضيعي[/center]
amazigh ihihi
- قبل السؤال و الطلب استخدم خاصية البحث في الموقع من هنا. - اجتنب الكتابة بلغة غير مفهومة، إذا أردت الكتابة باللغة العربية من هنا. - مشاركة واحدة مفيدة خير من 100 رد بلا معنى. - إن أفدت عضوا ، لعله غدا هو من يفيدك - لا تنس الصلاة في وقتها المفروضة |